ين الحب وغريزة انتقام المرأة بدأت أصابع الاتهام تشير بوضوح إلى طليقة عريس الجهراء المنكوبة في الكويت بأنها هي من تحمل وزر مقتل 44 سيدة وطفلاً في ليلة كان مقرر لامرأة واحدة أن تحل محلها.
هذا ما أفادت به تحريات لمجريات التحقيق في حادثة الحريق الذي اشتعل في خيمة حفل زواج بمنطقة العيون فذرفت جثثا متفحمة لأطفال ونساء مساء أول من أمس في مدينة الجهراء- شمال العاصمة الكويتية- لتحل بذلك أول كارثة إنسانية من نوعها في الكويت.
وبادر رؤساء دول تقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتقديم التعازي إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في ضحايا الحادثة.
من جانبها, أفادت مصادر أمنية في الكويت أن السلطات تتحفظ على طليقة العريس وتخضعها للتحقيق بعدما دارت حولها الشكوك بأن تكون هي من أشعلت النار في الخيمة انتقاما من طليقها.
وأفادت المصادر أن بواعث تلك الشكوك وما عززها شهادة خادمة الجيران وهي من جنسية آسيوية إذ قالت في إفادتها إنها تعرف طليقة العريس جيدا بحكم أنها تعمل لدى الجيران لسنوات طويلة وأنها فوجئت بحضورها إلى مقر حفل الزفاف وبيدها قارورة مليئة بوقود البنزين فيما تحمل بالأخرى ولاعة مضيفة في أقوالها إن الطليقة طلبت منها تزويدها بورق صحف إلا أنها لم تفعل.
وتتحفظ السلطات الأمنية على طليقة العريس قيد التحقيق معها في حين نشطت مطالبات نواب في مجلس الأمة وجمعيات نفع عام بتشكيل لجنة تحقيق من قبل مجلس الوزراء للتحقيق في أسباب الحادث وما تم اتخاذه من إجراءات من قبل الجهات الحكومية المختلفة للتعامل مع الحريق وإنقاذ المصابين حيث وجه نواب أصابع الاتهام بالإهمال إلى الحكومة في شأن الإجراءات المتبعة في حفلات الأعراس.
عن الحادث مشيرا إلى منع استخدام الخيام في الأفراح وهو ما شددت عليه وزارة الداخلية في بيان لها اليوم دعت فيه الأهالي إلى عدم استخدام الخيام في مثل هذه الاحتفالات.
وكانت جثث 44 طفلا وامرأة قد نقلت من موقع الحادث مساء أول من أمس إلى إدارة الطب الشرعي في حين وزعت 75 حالة تراوحت إصاباتها ما بين العادية والخطيرة إلى عدد من المستشفيات في مختلف محافظات الكويت.
وقد قام سمو رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح يرافقه وزير الصحة الدكتور هلال الساير بجولة على المصابين في المستشفيات فيما قام بزيارة إلى موقع الحادث في منطقة العيون بمدينة الجهراء.
وخلال اجتماعه أمس نعى مجلس الوزراء الضحايا مؤكدا تسخير كافة الإمكانيات للتخفيف من مصاب ذوي الضحايا والمصابين.
ويعتقد بحسب تحقيقات أولية أجرتها أجهزة الشرطة وفرق الإنقاذ الكويتية أن البعض لقي حتفه بسبب التدافع الذي حدث عقب نشوب الحريق.
وأكد ذلك المتحدث باسم وزارة الداخلية الكويتية العقيد محمد الصبر الذي قال إن الخيمة كان بها مخرج واحد فقط مما تسبب في تدافع أدى إلى زيادة عدد القتلى. وأضاف الصبر "منذ اندلاع الحريق من الشرارة الأولى تدافعوا عند مخرج الخيمة ووجدنا الجثامين عند الباب. كان منظرا مؤلما". واستطرد "الخيمة وهي مكونة من 13 عامودا وتستوعب فوق المئتي شخص مع الأسف كان هناك مخرج واحد". وناشد الصبر المواطنين "ضرورة عدم نصب الخيام في المناطق السكنية وبين المنازل لما لذلك من خطورة إذا ما وقع ما لا تحمد عقباه مما قد يؤدي إلى إعاقة جهود الأجهزة المعنية من طوارئ طبية وإطفاء عام فضلا عن ذلك جهود رجال الأمن الذين يجب التعاون معهم لما في ذلك من المصلحة العامة.
وفي أول رد فعل رسمي حظرت السلطات في الكويت أمس خيام الأفراح. وكتبت صحيفة "كويت تايمز" الصادرة بالإنجليزية أن "سقوط أجزاء من الخيمة على النساء وانقطاع التيار الكهربائي أعاقا عمليات الإغاثة".
وبحسب الصحيفة شاركت حوالي عشرين سيارة إطفاء وعشرات المسعفين في عمليات الإنقاذ لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض في حين قامت سيارات الإسعاف بنقل القتلى والجرحى إلى مستشفيات