إسلام ....آخر العابرين بملل إلى أعماق قبر لاينغلق...
يتأوه...والدمع المسفوك بشراهة....على ضفاف حلم الذهاب....والموج كما الظلام ...يترصد ...يتعالى دوما دون حياء...يأخده بين أشرعة جفونه المسننة ..دون ترتيب لتفاصيل الوجه الخائف ...والقامة الممدودة قصرا...تطبق الجفون عليه بعنف... تنتهي الحكاية... تستيقظ الفجيعة...
عن وطن متعال...عن قلب مثقل بالطعان... والجنة الموعودة...ينبت الشوق المحموم إليها... في صقيع الجفاف المغيب الملامح..يتحفز الرمح في الداخل..إلى غد ..خلف الأفق
...إلى غد متفتح ..ينسى فيه ..أن ربع قرن منه ..ذهب مع الريح دون ريح...
....في عقله الفتي..تتكسر أحكام التأشيرة والحرس والجمرك..تلبس قاربا هزيلا ومحركا أهزل...الأرض لله ومادون ذلك..تخاريف عرافة شمطاء ..عمياء تتوسط ميزانا أعرجا..
خلفه ...تتفجر عين الأم..لوعتها ...تنظر إلى الباب..عله يطرق ..إلى حجرها الذي تمرغ فيه ..عله ينطق...ويطبق الليل على تناقضات مدينة نكرة...وأحبهم إليها لايعود...
يلهث القلق في جوفها ..تتسنن الهواجس والكوابيس..تتبرك الخدود بدموع باردة..تنسل من مقلة مشتعلة ...وأحبهم إليها..خلف الباب لايطرق...لايعود...
بين الأمواج...يتراخى حبل الحياة ..ترتجف العروق..يتجمد الدمع في مجراه دون مقاومة .. يحتويه الموج الغادر..يحتويه حلمه المكفون.... تتبعثر خسلات شعره الأسود الداكن .. تمتد يد الرفقة المرتعشة ..-لاتنسى تقاليد الموت-..تطبق على العين بأسى تغمض انفتاحها الشاهق....ويغوص في الأعماق غير مودع...غير عائد...
يأخد معه ..شهقة الأخ ..دمعة الأم ...هذيان الرفقة...يأخد حلمه ..جنته...ربع قرن من الريح والسراب.. يأخده ....كل شيء في رمشة حلم...